الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
حذف الجار فنصب الفعل وقرأ الجمهور: {زبَر} بفتح الباء، وقرأ الحسن بضمها، وكل ذلك جمع زبرة، وهي القطعة العظيمة منه، والمعنى: فرصفه وبناه، حتى إذا ساوى بين الصدفين، فاختصر ذلك لدلالة الظاهر عليه، وقرأ الجمهور: {ساوى} وقرأ قتادة: {سوى}، والصدفان: الجبلان المتناوحان، ولا يقال للواحد صدف وإنما يقال صدفان لاثنين لأن أحدهما يصادف الآخر، وقرأ نافع وحمزة والكسائي: {الصَّدَفين} بفتح الصاد وشدها وفتح الدال، وهي قراءة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو {الصُّدفين} بضم الصاد والدال، وهي قراءة مجاهد والحسن، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بضم الصاد وسكون الدال، وهي قراءة أبي رجاء وأبي عبد الرحمن وقرأ الماجشون بفتح الصاد وضم الدال، وقراءة قتادة: {بين الصَّدْفين}، بفتح الصاد وسكون الدال، وكل ذلك بمعنى واحد: هما الجبلان المتناوحان، وقيل الصدفان: السطحان الأعليان من الجبلين، وهذا نحو من الأول، وقوله: {قال انفخوا} إلى آخر الآية معناه أنه كان يأمر بوضع طاقة من الزبر والحجارة، ثم يوقد عليها، حتى تحمى، ثم يؤتى بالنحاس المذاب أو الرصاص أو بالحديد، بحسب الخلاف في القطر، فيفرغه، على تلك الطاقة المنضدة، فإذا التأم واشتد استأنف وصف طاقة أخرى، إلى أن استوى العمل، وقرأ بعض الصحابة: {بقطر أفرغ عليه}، وقال أكثر المفسرين: القطر: النحاس المذاب، ويؤيد هذا ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني رأيت سد يأجوج ومأجوج، قال كيف رأيته؟ قال رأيته كالبرد المحبر: طريقة صفراء، وطريقة حمراء، وطريقة سوداء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد رأيته»، وقالت فرقة القطر: الرصاص المذاب، وقالت فرقة الحديد المذاب، وهو مشتق من قطر يقطر، والضمير في قوله: {استطاعوا} لـ: {يأجوج ومأجوج} [الكهف: 94]، وقرأت فرقة {فما اسْطاعوا} بسكون السين وتخفيف الطاء، وقرأت فرقة بشد الطاء، وفيها تكلف الجمع بين ساكنين و{يظهروه} معناه: يعلونه بصعود فيه، ومنه في الموطأ: والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، {وما اسطاعوا له نقبًا} لبعد عرضه وقوته ولا سبيل سوى هذين إما ارتقاء وإما نقب، وروي أن في طوله ما بين طرفي الجبلين مائة فرسخ، وفي عرضه خمسين فرسخًا، وروي غير هذا مما لا ثبوت له، فاختصرناه، إذ لا غاية للتخرص، وقوله في هذه الآية {انفخوا} يريد بالأكيار، وقوله: {اسطاعوا} بتخفيف الطاء، على قراءة الجمهور قيل هي لغة بمعنى استطاعوا وقيل بل استطاعوا بعينه، كثر في كلام العرب حتى حذف بعضهم منه التاء، فقالوا: {اسطاعوا}، وحذف بعضهم منه الطاء فقال: {استاع} يستيع بمعنى استطاع يستطيع، وهي لغة مشهورة وقرأ حمزة وحده {فما اسطّاعوا} بتشديد الطاء وهي قراءة ضعيفة الوجه، قال أبو علي: هي غير جائزة، وقرأ الأعمش: {فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا} بالتاء في الموضعين، وقوله: {هذا رحمة} الآية القائل: ذو القرنين، وأشار بهذا إلى الردم والقوة عليه والانتفاع به، وقرأ ابن أبي عبلة {هذه رحمة}، والوعد: يحتمل أن يريد به يوم القيامة، ويحتمل أن يريد به وقت خروج يأجوج ومأجوج، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {دكًا} مصدر دك يدك إذا هدم ورض، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: {دكاء} بالمد، وهذا على التشبيه بالناقة الدكاء وهي التي لا سنام لها، وفي الكلام حذف تقديره جعله مثل دكاء، وأما النصب في {دكًا} فيحتمل أن يكون مفعولًا ثانيًا لـ: جعل، ويحتمل أن يكون جعل بمعنى خلق، وينصب {دكًا} على الحال، وكذلك أيضًا النصب في قراءة من مد يحتمل الوجهين. اهـ.
حذف الجار فنصب الفعل.وقرأ الجمهور: {زُبَرَ} بفتح الباء.وقرأ الحسن بضمها؛ وكل ذلك جمع زُبْرة وهي القطعة العظيمة منه.قوله تعالى: {حتى إِذَا ساوى} يعني البناء فحذف لقوّة الكلام عليه.{بَيْنَ الصدفين} قال أبو عبيدة: هما جانبا الجبل، وسميا بذلك لتصادفهما أي لتلاقيهما.وقاله الزهري وابن عباس؛ كأنه يعرض عن الآخر؛ من الصدوف؛ قال الشاعر: ويقال للبناء المرتفع: صدف تشبيه بجانب الجبل.وفي الحديث: «كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشي».قال أبو عبيد: الصدف والهدف كل بناء عظيم مرتفع.ابن عطية: الصَّدفَان الجبلان المتناوِحان ولا يقال للواحد صَدف، وإنما يقال صَدَفان للاثنين؛ لأن أحدهما يصادف الآخر.وقرأ نافع وحمزة والكسائي {الصَّدَفَيْنِ} بفتح الصاد وشدّها وفتح الدال، وهي قراءة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعمر بن عبد العزيز، وهي اختيار أبي عبيدة لأنها أشهر اللغات.وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو {الصُّدُفين} بضم الصاد والدال.وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {الصُّدْفَيْنِ} بضم الصاد وسكون الدال، نحو الجُرْف والجُرُف.فهو تخفيف.وقرأ ابن الماجشون بفتح الصاد وضم الدال.وقرأ قتادة {بين الصَّدْفَين} بفتح الصاد وسكون الدال، وكل ذلك بمعنى واحد وهما الجبلان المتناوِحان.قوله تعالى: {قَالَ انفخوا} إلى آخر الآية أي على زبر الحديد بالأكيار، وذلك أنه كان يأمر بوضع طاقة من الزبر والحجارة، ثم يوقد عليها الحطب والفحم بالمنافخ حتى تحمى، والحديد إذا أوقد عليه صار كالنار، فذلك قوله تعالى: {حتى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} ثم يؤتى بالنحاس المذاب أو بالرصاص أو بالحديد بحسب الخلاف في القطر، فيفرغه على تلك الطاقة المنضدة، فإذا التأم واشتد ولصق البعض بالبعض استأنف وضع طاقة أخرى، إلى أن استوى العمل فصار جبلًا صَلْدًا.قال قتادة: هو كالبُرْد المحبَّر، طريقة سوداء، وطريقة حمراء. ويروى «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله إني رأيت سدّ يأجوج ومأجوج، قال: كيف رأيته؟ قال: رأيته كالبُرْد المحبَّر، طريقة صفراء، وطريقة حمراء، وطريقة سوداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد رأيتَه» ومعنى {حتى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} أي كالنار.
|